الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

السودانيين في القاهرة.. بأي ذنب أعتقلوا؟

في خطوة مفاجئة ضد السودانيين المقيمين بالقاهرة أقدمت السلطات المصرية على اعتقالات عشوائية دون النظر إلى الهدف الذي من أجله دخلوا أرض الكنانة.. لتكتظ السجون المصرية بالسودانيين دون أبدأ جريرتهم التي من أجلها اعتقلوا.. لتضرب السلطات المصرية الاتفاقيات الأربعة عرض الحائط، بالحملة الواسعة على السودانيون وإدخالهم غياهب السجون وإطلاق سراحهم إلا في متن الطائرة المتجهة للخرطوم، فبعض السودانيون وصل الخرطوم فعلياً ومنهم من ينتظر إكمال مبلغ التذكرة ليعودوا إلى وطنهم..وفي استقبال العديد من السودانيون العائدون من السجون المصرية، حكوا معاناتهم والعبرة تسد حلقهم، وهم يعددوا الخسائر التي منو بها من قبل السلطات المصرية.
ليقول المواطن خلف الله عبد العدل تم اعتقالي من داخل فندق الجزيرة بمدينة السلوم المصرية بعد ثلاث أيام من وصولي للقاهرة وحبست بسجن السلوم أربعة أيام وثمانية عشر يوماً بسجن مروح، واشترطوا مغادرتي السجن بقطع تذكرة الإياب للخرطوم وإذا لم أمتلك القيمة أبقى بالسجن لحين العودة، وأضاف عبد العدل : أن السودانيون بالسجن الذي كنت فيه لا يقل عددهم عن (128) سوداني، وتسأل بأي ذنب اعتقلنا ونحن دخلنا لمصر بالطرق الشرعية المعروفة، لائماً السفارة بعدم وقوفها مع السودانيون المعتقلين، وعدد عبد العدل الخسائر المالية التي تعرض لها بسبب السجن التي بلغت ما لا يقل عن خمسة ألف جنيه سوداني.شاكياً من سوء المعاملة التي يجدها السوداني من السلطات المصرية، ليصبح السوداني ذليلاً ومهاناً من غير ذنب إضافة إلى استيلاء السلطات المصرية لمقتنيات السودانيين.
فيما إبان مواطنه عليش عز الدين حكايته وقال لـ(ألوان) : لم ترم خمسة أيام من تواجدنا بالقاهرة بل ولم أكمل وجبة العشاء إلا ووجد نفسي محاصراً بمجموعة من الشرطة، لتكبل يداي كـ(المجرم) ونقلت مباشرتاً إلى سيارة الشرطة، وقبل دخول للسجن تم تفتيشي ليأخذ أحدهم مبلغ خمسمائة دولار، ليستمر مسلسل الذل من قبلهم بتعامل غير كريم. وقال لا يزال شقيقي بسجن قنطار ولن يفك أسره إلا بعد الحجوزات للعودة. مشيراً إلى أنهم دخلوا للقاهرة وفقاً للإجراءات الرسمية.وواصل بالقول : ما يحير في الأمر إهمال السفارة السودانية. مطالباً رئاسة الجمهورية بالتدخل الفوري لإنهاء المشكلة.وزاد بالقول : لم يفك (الكلابيش) إلا لحظة دخولنا الطائرة ومن ثم يعطوا الفرد جوازه، فمنظر السوداني داخل صالات المطار تنم على أننا مجرمون. وقال قصص السودانيون بالسجون المصرية تقطع أنياط القلوب، محذراً من انتقال الصراع بين الأنظمة إلى الشعوب، وحينها لا يمكن كبح جماح الغبن داخل الإنسان.
سفارة السودان بالقاهرة قالت في خطاب لها لمساعد وزير الخارجية بتاريخ 13 – نوفمبر الجاري : أن الحملات الخاصة بتفتيش السودانيين واحتجازهم قد تزايدت بشكل ملحوظ، وأفادت البلاغات والمعلومات التي تصل للسفارة بتعرض السودانيين الموجودين بجمهورية مصر العربية وخاصة القاهرة إلى معاملة سيئة من قبل الشرطة والأمن الوطني، وقالت السفارة : هذا الأمر مقبول بالنظر للعلاقات التي تربط بين البلدين والاتفاقيات المبرمة بينهما. وأضافت: يجد الأمر الاهتمام اللازم من جهة الاختصاص، ويحدوها الأمل أن نتلقى ما يفيد بصدور التعليمات بالتحقيق في تلك الممارسات والإجراءات ووقفها فوراً.
وسبق وأن قال سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم أن سفارته تقدمت بمذكرة لسفارة الخارجية المصرية من أجل عقد لقاء مع المسئولين في الخارجية المصرية وقال :  (سوف ننقل انزعاجنا لما يحدث لرعايانا إلى أعلى المسئولين فيمصر، وأضاف في تصريحات للزميلة المجهر ما يحدث من اعتقالات غير مقبول لدينا)، المستشار الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم عبد الرحمن ناصف قال لـ(ألوان): ليس لدي معلومات عما يحدث للسودانيين بمصر.
وقطع بأن ما يحدث لن يكون استهداف من المصريين للسودانيين ولا سيكون مستقبلاً.وقال ربما حدث ما شكا منه الأخوة السودانيين إلا أنه لم يكن بقصد أو بتوجه، مستدركاً بأن السفارة المصرية لا تزال تقوم بعملها من تأشيرات للسودانيين.وأردف بالقول : نحن ليس لدينا تغيير في معاملاتنا مع السودانيين كتوجه من الدولة، ولا توجد معلومات رسمية تفيد بذلك.مشيراً إلى أن واقع العلاقات التاريخية الطيبة بين البلدين لا يمكن أن يمر ذلك من أحداث.وزاد بالقول : ربما ما يحدث يكون بسبب القوانين الجديدة فيما يخص العملة بمصر التي ربما تكون أدت إلى تعرض السودانيين لتلك الأحداث معرجاً بالقول بأن رؤساء الدول اتفقا على أن يرفعا مستوى التعامل بين الدولتين إلى أعلى مستوى.وقال إذا أثبت فعلياً ما يجري من تعامل فيه ظل للسودانيين فهذا مرفوض ونحن ضد الظلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق